تعم العتمة

تعمُّ العَتمةُ فِي آفاق ِ مسَاءاتي .. ويضجُّ الوجعُ..؛
مخترقــًا ..!
سكون َ الليل ِ .. فترتعشُ الذكرياتُ..؛
وأمضغ الألمَ ..!
رحيلٌ .. تشعَّبَ في صحراء ِ روحِي ..؛
واستباحتْ غيومُهُ السَّوداء هدوءَ سمَائِي..؛
فأتوسَّمُ..!
طقوسًـا في الأفق ِ..؛
تعزفُ لحنَ الفقدِ ..؛
فتتماوجُ المشاعرُ .. وتنسكبُ حممُ الدّموع ِ ..؛
لتحرقَ خمائلَ ابتسَامَتي المُزهرَة ِ..!
ويخط ُّ القدرُ طريقــَهُ ..!!
وتتبعثرُ الذكرياتُ على أرصفةِ الزمَن ِ..؛
يرهقنِي الوجعُ .. وتشرئبُّ أحداقِي ..
كنا معـًا /أنا وَشئٌ مِن الذكرَى ..؛
نشدُّ الخطى إلى بوابةِ السماءِ السابعةِ ..؛
هكذا نحنُ البشرُ ..!
حين نهمُّ بالرحيل ِ نستنزفُ من قلوبِ أحبتِنا ..؛
كل إحساس ٍ بالسعادَة ِ..؛
ولا يبقى .. سوى الدمُوع المُتشحةِ بسوادِ الأسَى..!
وَغصَّة بالحلق ِ .. تزدادُ مرارتها ..؛
معَ كلِّ غروب ٍ..؛
كنا معــًا /نحلقُ سويــًا في عَالم ِ مِن الجنون ِ..؛
يُحيطنا سربٌ من النوارس ِ الشادية ..؛
على سواحلِها البحريَّةِ ..!
مرتلة ً أنشودتها العازفة..!
على لحن ِالرَّحيل ِ..؛
فترقصُ على إيقاعتِها..أمواجٌ تغرقنا..!
في لجَّة ٍلاندركُ كنهَها فتأخذنا بعيدًا..؛
حيث لانشعر..!سوَى بوخزاتِ ألم ٍتدبُّ فِي أعماق ِالرُّوح ِ..!
حينما تعصف أعاصير السنين على نفس الأسير ..؛
تجرُّ الأيام والليالي أذيالها على إيقاعات زمن ثقيل الخُطى ..؛
وكأنما توقف الزمن..!
يخترق أنين .. من عتمة الغياهيب ..؛
يعتصر القلب ألم الجراحات .. تناجي ربها حُبّا ..؛
وترتل آيات الصبر أنْ حيّ على الجهاد ..!
وتنتابُني موجَةَ حُزن ٍ عَارمةٍ..؛
تسْتقي مِن مشَاعري كُلّ إحسَاس ٍ..!
كلّ نبضةٍ تتفوَّهُ بالآهاتِ..؛
فتخترق صدري بسهام ٍ من جرعاتٍ حارقةٍ..!
لتنزفَ أوردتِي حتى حدودَ الصَّبر ِ..؛
غسلتْ دموعُ عيني الحائرةِ..؛
حقٌّ علينا أن نتفيأَ غصونَ الأملِ..؛
فالأمنياتُ تخنقنا بالزوايا الضيقةِ..!
وتشتعلُ الأفئدةُ لظى وكمدًا..؛
لا .. للتمني..!!
لنحلق بأجنحةِ الخشوعِ في مداراتِ.!
التبتل ونعتكفُ لجةَ الإلحاحِ ولوجًا..؛
عندَ محاريبِ السَّماءِ..؛
فقط هنا تستكينُ الأرواحُ ..؛
وتلتحفُ الطمأنينةَ تحت سرادقاتِ الرحمَةِ ..!