التقى خبراء من المعهد التونسي للدراسات الاستراتيجية، التابع للرئاسة التونسية، مساء السبت مع باحثين مصريين في مكتب وكالة الأناضول للأنباء بالقاهرة لتبادل الخبرات حول ما حققته كل من الثورة المصرية والتونسية من نجاحات للعمل على تنميتها، ورصد الإخفاقات لتجنبها.
وحضر اللقاء محمد عارف المدير الإقليمي لوكالة الأناضول بالقاهرة، ومن الجانب التونسي عماد الدائمي مدير الديوان الرئاسي وزهير إسماعيل رئيس مجلس إدارة المعهد وطارق الكحلاوي المدير العام والباحث وليد حدوق، ومن الجانب المصري مازن النجار رئيس تحرير صحيفة التغيير الإلكترونية وعلي ماهر مدير عام مؤسسة " إخوان ويب " وعمار فايد الباحث بالمؤسسة وعبد الله العسال مدرس العلوم السياسية بجامعة الأزهر والباحث الاقتصادي عبد الله الشرقاوي وحسن عبد الغني المسئول الإعلامي بحزب الحرية والعدالة.
ركز الجانبين على التوافق الوطني الذي حققته الثورة التونسية بين التيارات السياسية المختلفة، وهي الخبرة التي يحتاجها الرئيس المصري محمد مرسي وهو مقبل على تشكيل حكومة وفريق رئاسي، من المفترض أن يحقق فيهما هذا التوافق، بحسب المشاركين.
وقال عمار فايد "نصحنا الإخوة التونسيين بضرورة استعاده الثقة بين التيارات المختلفة، وهذا لن يأتي إلا بالتجربة العملية، التي يتحمل مسئوليتها في هذا التوقيت الرئيس محمد مرسي".
وأوضح فايد أن التجربة العملية هي ضرورة استيعاب التيارات المختلفة في المجلس الرئاسي وتشكيل الحكومة، كما فعل الإسلاميون في تونس.
وتقاسم الإسلاميون في تونس السلطة، رغم تحقيقهم الأغلبية، مع قوى علمانية يمثلها حزب المؤتمر من أجل الجمهورية الذى كان يترأسه الرئيس التونسي منصف المرزوقى وحزب التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات الذى يترأسه رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر، فيما يمثل حزب حركة النهضة الإسلامي رئيس الوزراء حمادى الجبالى.
وتطرق اللقاء إلى الانتخابات الرئاسية المصرية، ونقل التونسيين للخبراء المصريين قلقهم من "حصول مرشح النظام السابق أحمد شفيق على عدد كبير من الأصوات في المرحلة الأولى من الانتخابات وجولة الإعادة، بما يعني أن النظام لا يزال له قدرة على الحشد".
وحصل شفيق، آخر رئيس وزراء في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، على المركز الثاني في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية المصرية بأكثر من 5 مليون صوت بفارق ضئيل عن مرسي الذي حسم أيضا جولة الإعادة بتقدم طفيق على شفيق الذي حصد على أكثر من 12 مليون صوت.
وأضاف فايد أن "الإخوة التونسيين حذرونا من أن إغفال هذه المشكلة، قد يمثل خطورة على الثورة في الانتخابات البرلمانية المقبلة".
وليست هذه النقطة فقط هي التي تمثل خطورة، بل إن وضع المؤسسة العسكرية في مصر قد يمثل مشكلة مستقبلية، بحسب فايد.
وأشار فايد إلى أن "نصيحة التونسيين في هذا الصدد ضرورة تنظيم حوار وطني عام يتوافق عليه الجميع بشأن موقع هذه المؤسسة من السلطة".
وشدد الخبراء التونسيون خلال اللقاء على ضرورة استمرار الزخم الثوري في الشارع المصري، لأنه الداعم للرئيس المصري الجديد، محذرين من أن غياب الحالة الثورية قد يدفع المصريين لليأس والقبول بالأمر الواقع.
وشهدت مصر وتونس العام الماضي ثورتين أنهت حكمي الرئيسين السابقين حسني مبارك وزين العابدين بن علي بعد عقود من تراجع الحريات وتدني مستوى المعيشة.
اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - خبراء توانسة: استمرار الزخم الثورى يدعم مرسى